كشفت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" النقاب عن مبادرة يتم تشكيلها في هذه الأيام من قبل جهات إسرائيلية لتنظيم "مسيرة الحجيج المقدس إلى القدس" بالتزامن مع عيد "العرش" العبري, الذي يوافق ما بين 19 إلى 26 من الشهر الجاري, بمشاركة كل الطيف الصهيوني وذلك تيمنا بمسيرات مماثلة كانت تنظم في عهد "الهيكل".
وذكرت "مؤسسة الأقصى" - في بيان صحفي الخميس - أن منظمي المسيرة أعلنوا أنها ستنطلق يوم الثالث والعشرين من الشهر الجاري من كل أنحاء الكيان نحو القدس, تحت شعار "نلتقي جميعا في طريقنا إلى القدس", حيث ستوفر "العرش" أي الخيام المتنقلة على طول الطرق الموصلة إلى القدس, وتختتم بمهرجان غنائي في اليوم التالي, مشيرة إلى أن حكومة وبلدية القدس الاحتلالية ستساهمان في إنجاح المسيرة وفق ما أكده منظموها.
وأكدت المؤسسة أن سلطات الاحتلال عبر شخصيات ومنظومات مختلفة "تحولت من التخطيط لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل الأسطوري المزعوم على أنقاضه, من العمل الخفي أو المبطن إلى العمل العلني, وباتت تكثف عملها على عدة مستويات مختلفة تجتمع على هدف تحقيق مقولة بن جوريون (أحد مؤسسى إسرائيل) حول الهيكل".
وأشارت إلى عدد من الأمثلة مركزية وحديثة تنضم إلى أمثلة كثيرة ترددت في الفترات السابقة, آخرها مخطط لتحويل مدينة القدس إلى مدينة يهودية بصيغة دينية ومركزية على مستوى صهيوني وعالمي, تحت اسم "القدس المبنية", مضيفة أن لب هذا المخطط "يرتكز بالأساس على بناء الهيكل الأسطوري المزعوم , وتحويله إلى مزار صهيوني وعالمي, بمرجعية أسفار ومرويات تلمودية".
وأوضحت أن المخطط المذكور يتحدث صراحة عن مخطط للسيطرة الكاملة على المسجد الأقصى وعلى مدينة القدس, ثم هدم المسجد الأقصى بكامله, وأن التقرير أورد على لسان مبادري ومعدي المخطط, إنه لا بد من هدم قبة الصخرة والجامع القبلي المسقوف, وتوسيع مسطح ومساحة المسجد الأصلية وهدم عدد من أسوار المسجد الأقصى, خاصة من الجهة الشمالية والغربية, وكذلك هدم الأسوار التاريخية العثمانية للبلدة القديمة بالقدس, ثم بناء معبد -هيكل- ضخم محوره الرئيس مكان قبة الصخرة, أما المرافق الأساسية فستكون مكان الجامع القبلي المسقوف, كما وتكون مرافق فرعية في محيط المسجد الأقصى تمتد إلى منطقة جبل الطور والمشارف والهضاب المطلة على المسجد الأقصى.
وأضافت أن المخططين يسعون إلى تحويل فكرة الهيكل إلى معبد ضخم يحج إليه الصهاينة بشكل أساسي ومن أنحاء العالم, في الأعياد اليهودية, مجمله سنويا نحو 10 ملايين شخص, حيث سيشاهدون شعائر تقديم قرابين الهيكل وغيرها من مراسيم في الأعياد اليهودية, وان المخطط يحتوي على طرح مخططات فرعية لتوفير سبل المواصلات والإقامة, منها سكك حديدية من وإلى "الهيكل", إقامة الأبنية السكنية الضخمة, والمخيمات العملاقة, التي تستوعب العدد المذكور.
وأشارت المؤسسة إلى أن المخطط المذكور يتحدث صراحة عن طرد الفلسطينيين من عموم البلاد وخاصة من مدينة القدس, "بما يشير إلى مخطط تهجير وتطهير عرقي بأعداد ضخمة, كما أن معدي المخطط تحدثوا عن وجوب وإمكانية توفير الميزانيات الضخمة لتنفيذ هذا المخطط الرهيب, الذي قد يمتد لسنوات".
وذكرت مؤسسة الأقصى أن شركة "مودولار" قامت مؤخرا بإنتاج لعبة تركيبية لبناء الهيكل المزعوم خاصة بالأطفال, موضحة أن المثال الرابع هو تنظيم المحاضرات والأيام الدراسية والتدريب والتطبيق العملي على شعائر الهيكل المزعوم في عدة أماكن وربطها بالأعياد اليهودية, كما حدث مساء الثلاثاء الماضي في مستوطنة "كريات أربع" بالخليل.